فصل: الطبقة الثالثة من الفرس وهم الأشكانية ملوك الطوائف وذكر دولهم ومصاير أمورهم إلى نهايتها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.الطبقة الثالثة من الفرس وهم الأشكانية ملوك الطوائف وذكر دولهم ومصاير أمورهم إلى نهايتها:

هذه الطبقة من ملوك الفرس يعرفون بالأشكانية وكافها أقرب إلى الغين من ولد أشكان بن دارا الأكبر وقد مر ذكره وكانوا من أعظم ملوك الطوائف عند افتراق أمر الفرس وذلك أن الإسكندر لما قتل دارا الأصغر استشار معلمه أرسطو في أمر الفرس فأشار عليه أن يفرق رياستهم في أهل البيوت منهم فتفرق كلمتهم ويخلص لك أمرهم فولى الإسكندر عظماء النواحي من الفرس والعرب والنبط والجرامقة كلا على عمله واستبد كل بناحية واستقام له ملك فارس والمشرق ولما مات الإسكندر قسم ملكه بين أربعة من أمرائه: فكان ملك مقدونية وأنطاكية وما إليها من ممالك الروم لفيلبس من قواده وكانت الإسكندرية ومصر والمغرب لفيلادفس ولقبه بطليموس وكان الشام وبيت المقدس وما إلى ذلك لدمطوس وكان السواد إلى الجبال والأهواز وفارس ليلاقش سيلقس ولقبه أنطيخس وأقام السواد في ملكته أربعا وخمسين سنة.
قال الطبري: كان أشك بن دارا الأكبر خلفه أبوه بالري فنشأ بها فلما كبر وهلك الإسكندر جمع العساكر وسار يريد أنطيخس والتقيا بالموصل فانهزم أنطيخس وقتل وغلب أشك على السواد من الموصل إلى الري وأصبهان وعظمه سائر ملوك الطوائف لشرفه ونسبه وأهدوا إليه من غير أن يكون له عليهم إيالة في عزل ولا تولية بل إنما كانوا يعظمونه ويبدأون باسمه في المخاطبات وهم مع ذلك متعادون تختلف حالاتهم بعضهم مع بعض في الحرب والمهادنة وقال بعضهم: كان رجلا من نسل الملوك من فارس مملكا على الجبال وأصبهان والسواد لقوات الإسكندر.
ثم غلب بعد ذلك ولده على السواد وجمعه إلى الجبال وأصبهان وصار كالرئيس على سائر ملوك الطوائف ولذلك قصر ذكر هؤلاء الملوك دون غيرهم من الطوائف فمنهم من قال: إنه أشك بن دارا كما قدمنا هو قول الفرس وقيل هو أشك عقب أسفنديار بن كستاسب بينهما ستة آباء وقيل هو أشك بن أشكان الأكبر من ولد كينية بن كيقباذ ويقال: إنه كان أعظم الأشكانية قهر ملوك الطوائف وعلى إصطخر لأتصالها بأصبهان وتخطاها إلى ما يتاخمها من بلاد فارس فغلب عليه واتصل ملكه عشرين سنة وملك بعده جور بن أشك وغزا بني إسرائيل بسبب قتلهم يحيى بن زكريا.
وقال المسعودي: ملك أشك بن أشك بن دارا بن أشكان الأول منهم عشر سنين ثم سابور ابنه ستين سنة وغزا بني إسرائيل بالشام ونهب أموالهم ولإحدى وأربعين من ملكه ظهر عيسى صلوات الله عليه بأرض فلسطين ثم ملك عمه جور عشر سنين ثم نيرو بن سابور إحدى وعشرين سنة وفي أيامه غلب طيطش قيصر على بيت المقدس وخربها وأجلى منها اليهود كما مر ثم جور بن نيرو تسع عشرة سنة ثم جرسي أخوه أربعين سنة ثم هرمز أخوهما أربعين سنة ثم ابنه أردوان بن هرمز خمس عشرة سنة ثم ابنه كسرى بن أردوان أربعين سنة ثم ابنه يلاوش بن كسرى أربعا وعشرين سنة وفي أيامه غزت الروم السواد مع قيصر يطلبون بثأر أنطيخش ملك أنطاكية من اليونان الذي قتله أشك جد يلاوش هذا فجمع يلاوش العساكر واستنفر ملوك الطوائف بفارس والعراق فوجهوا له بالمدد واجتمع له أربعمائة ألف من المقاتلة وولى عليهم صاحب الحضر وكان من ملوك الطوائف على السواد فزحف إلى قيصر فقتله واستباح عسكر الروم وقتل وفتح أنطاكية وانتهى إلى الخليج وولى من بعد يلاش ابنه أردوان بن يلاوش ثلاث عشرة سنة ثم خرج عليه أردشير بن بابك بن ساسان وجمع ملك فارس من أيدي ملوك الطوائف وجدد الدولة الساسانية كما نذكر في أخبارهم.
قال الطبري: وفي أيام الطوائف كانت ولادة عيسى صلوات الله عليه لخمس وستين من غلب الإسكندر على بابل ولإحدى وخمسين من ملك الأشكانية والنصارى يزعمون أن ذلك كان لمضي ثلثمائة وثلاث وستين من غلب الإسكندرية على بابل قال الطبري: وجميع سني الطوائف من لدن الإسكندر إلى ظهور أردشير بن بابك واستوائه على الأمر مائتان وستون سنة وبعضهم يقول خمسمائة وثلاث وعشرون سنة وقال بعضهم: ملك في هذه المدة منهم تسعون ملكا على تسعين طائفة كلهم يعظم ملوك المدائن منهم وهم الأشكانيون.
يا ى ط ح ز جرسى د ب.
أردوان بن يلاوش بن كسرى بن أردوان بن هرمز بن فيروز بن سابور بن أشك بن أشك بن دارا الأكبر.